مالك «المزرعة العالمية» علي أحمد الكعبي:هدفنا غرس ثقافة الزراعة في المجتمع القطري
التقاه: حسن بن غانم الغانم
لقاؤنا في هذا العدد مع أحد أبناء هذا الوطن المعطاء الذين ساهموا في تحقيق الاكتفاء الذاتي ورفع اقتصاد الدولة، وكذلك الإسهام في تحقيق رؤية قطر بالاعتماد على النفس واستغلال الموارد الطبيعية في خدمة المجتمع، إنه السيد علي أحمد الكعبي، مالك «المزرعة العالمية»، الذي التقيناه وأجرينا معه حواراً مميزاً، فإلى التفاصيل..
• في البداية حدثنا عن المزرعة العالمية..
- المزرعة أسست عام ١٩٦١م على مساحة ١٢٥ ألف متر مربع، وكانت ملكيتها للوالد رحمه الله، وبدأت العمل على تطويرها والزراعة فيها عام ١٩٩٦، حينها كانت مجرد مزرعة نخيل، ثم تحولت إلى إنتاج الأعلاف، ومنذ سبع سنوات تحولنا إلى إنتاج الخضراوات بشكل تجاري، وكنا نزرع في الأراضي المكشوفة، ثم بدأنا تدريجياً إنشاء البيوت المحمية، حتى وصلنا إلى العدد الحالي، وهو ١٧٥ بيتاً محمياً ما بين مكيفة وغير مكيفة، بالإضافة إلى الزراعة الحقلية المكشوفة، ومنذ خمس سنوات نستخدم نظام الزراعة المائية على مساحة تقارب ٦ آلاف متر مربع، وقد شاركنا في المعارض الزراعية المحلية والخارجية، ونلنا العديد من الجوائز، وكرمنا في العديد من المناسبات.
• ماذا تعني بالزراعة المائية؟
- الزراعة المائية نظام زراعي لا تستخدم فيه التربة الأصلية للمساحة المراد زراعتها، وتعتمد على عدة بدائل، منها زراعة الجذور العائمة المعلقة في أحواض مياه، أو أن تكون الثمريات في وسط بديل للتربة.
• هل تقتصر نشاطات المزرعة العالمية على إنتاج الثمريات ومد السوق بها، أم أن هناك أقساماً ونشاطات أخرى؟
- خلال الإنتاج توجهت لنشاط استيراد المواد الزراعية وأسست شركة المزرعة العالمية للأعمال الزراعية، ونفذنا أكثر من ١٠٠٠ بيت محمي على مستوى الدولة، منها بيوت عادية ومنها مكيفة للمزارع والمنازل، كما استوردنا عدة أنواع من الترب والأسمدة من العديد من دول العالم.
• ما أبرز المحاصيل التي تنتجها المزرعة العالمية وتمد بها السوق القطري؟
- أبرزها المحاصيل المطلوبة بشكل يومي من قبل المستهلك، كالطماطم والباذنجان والخيار والكوسا والفلفل، وغيرها من الخضراوات والورقيات، بالإضافة إلى الكنار.
• من أبرز الداعمين للمزارع القطرية؟
- دخولنا للسوق كان بدعم من وزارة البلدية، وذلك من خلال إتاحة الوجود بالمجان في كل ساحات البيع المخصصة لبيع الخضراوات، وهذا دعم كبير نشكر دولتنا الغالية عليه، كما فتحت أمامنا منافذ البيع للمجمعات الاستهلاكية دون رسوم، وأطلقت وزارة البلدية أيضاً برنامجاً بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة تحت عنوان االمنتج المميزب، وهذا دعم مميز.
• حدثنا عن هذا البرنامج..
- االمنتج المميزب برنامج يهدف إلى التشجيع على إنتاج منتج داخل البيوت المحمية تكون مواصفاته عالية ويضاهي المنتجات المستوردة من الدول الأوروبية.
• هل هناك تعاون مع بنك قطر للتنمية؟
- كان هناك تعاون مع بنك قطر للتنمية في تنفيذ المشاريع، فكنا الجهة المنفذة للعديد من المشاريع التي مولها البنك، كما دعينا من قبله للمشاركة ضمن العديد من المزارع القطرية لتمثيل قطر في المعارض الزراعية ومعارض المنتجات الغذائية في الخارج، منها مشاركاتنا في برلين وسنغافورة وموسكو وباريس، وكنا نعرض من خلال هذه المشاركات المنتج القطري المميز، الذي لفت انتباه الغرب لجودته وتميزه.
• هل هناك مناحل لإنتاج العسل الطبيعي تابعة للمزرعة العالمية؟
- أنشأنا مناحل خاصة تحت مسمى مناحل الأصالة، ومن خلالها ننتج عسلاً برياً طبيعياً ١٠٠٪ من السدر الموجود في بر قطر، وفي العام الماضي أنتجنا ما يقارب ١٠٠٠ كلغم بفضل الله.
• حدثنا عن مشروع إنتاج السماد الطبيعي عن طريق تربية دودة الأرض والاستفادة من مخلفات المزرعة..
- بعد تنفيذ عدة تجارب، اتخذنا القرار باستيراد دودة الأرض من ألمانيا وسويسرا وتركيا لإنتاج (الكومبوست)، وهذه الدودة لها عدة أنواع، واخترنا منها دودة الأرض الحمراء، والهدف من تربيتها إنتاج سماد عضوي من مخلفات المزرعة العضوية، وكانت النتائج فوق الممتازة، وأثبتت أن هذه الأسمدة من أجود الأنواع، لذلك عملنا على تسويق هذا السماد، ووجدنا إقبالاً كبيراً على شرائه، وأنتجنا حتى الآن ما يقارب طنين، وهذا رقم جيد كبداية للإنتاج.
• ما معدل إنتاج المزرعة العالمية للخضراوات التي تمد بها السوق القطري؟
- أنتجنا مليون كلغم في العام الماضي، أما في هذا العام فنسعى للوصول إلى مليون وثلاثمائة ألف كلغم، أي بزيادة تتراوح بين ٢٥ و٣٠٪، كما تنتج المزرعة ما يقارب ٧ أطنان من الكنار سنوياً.
• حدثنا عن تجربة البيت المحمي لإنتاج الفواكه والورود صعبة التأقلم محلياً..
- كانت تجربة مميزة في زراعة الفواكه، ولم يكن هدفها تجارياً، بل من باب التجربة والمعرفة، فقد استوردنا أنواعاً كثيرة من أشجار الفواكه وزرعناها ودرسنا طبيعتها وتحملها لمناخ الدولة، وبنينا بيتاً محمياً عبارة عن صالة مكيفة مهيأة لظروف الحرارة والرطوبة مع إضاءة مناسبة، وزرعنا أنواعاً متعددة من الفواكه والأشجار، منها الليمون والبرتقال والتفاح والكرز والتين والمانجو والعنب والجوافة وأشجار القهوة والهيل، وغيرها الكثير من الأشجار التي أنتجت في العام الماضي بشكل متميز، وكذلك هذا العام، كما استوردنا أنواعاً معينة من ورد الجوري وزرعناها، وفي البداية كنا نستورد من بريطانيا، ثم توجهنا لليونان، وقد زرعنا ٣٥ نوعاً من الجوري من أجود الأنواع على مستوى العالم.
• ما الخطوات التي خطتها المزرعة العالمية في سبيل خدمة المجتمع القطري ونشر ثقافة الزراعة بين أفراده؟
- البداية كانت مع المدارس، فنسقنا مع إدارات المدارس لتنظيم رحلات ميدانية للطلاب إلى المزرعة، كما أقمنا عدة ورشات في المدارس لشرح أنواع الزراعة وطرقها وأهم المحاصيل لتثقيف النشء، كذلك كان هناك تعاون مع طلبة الجامعات الساعين لإجراء بحوث في المجال الزراعي لتسهيل مهامهم الدراسية، ومن خطوات نشر ثقافة الزراعة أن أعلنت المزرعة في العام الماضي توزيع ١٥ ألف شتلة مجانية، ولاقت هذه المبادرة إقبالاً كبيراً، مما جعلنا نرفع عدد الشتلات الموزعة إلى ٥٥ ألف شتلة، ومن باب نشر الثقافة الزراعية كذلك أننا الآن بصدد الانتهاء من إنشاء أول بيت محمي نموذجي تثقيفي يحتوي على أغلب الأنظمة الزراعية وكيفية إنتاج سماد الدود، وفيه نستقبل الضيوف والزوار ونشرح جميع ما يتعلق بالزراعة، بالإضافة إلى مشاركتنا في المهرجانات المحلية بالتعاون مع وزارة البلدية، مثل مهرجانات التمور والزهور.